يقول ابن عجيبة الحسني محذراً من الجلوس مع العلماء والاستماع إليهم بقوله :
" الجلوس معهم اليوم أقبح من سبعين عاماً غافلاً وفقيراً وجاهلاً ، لأنهم لا يعرفون إلا ظاهر الشريعة ، ويرون من خالفهم في هذا الظاهر خاطيء أو ضال ، فيجهدون في رد من خالفهم ، يعتقدون أنهم ينصحون وهم يغشون.
فليحذر المريد من صحبتهم والقرب منهم ما استطاع . فإن توقف في مسألة ولم يجد من يسأل عنها من أهل الباطن فليسأله على حذر ويكون معه كالجالس مع العقرب والحية
والله ما رأيت أحداً قط من الفقراء قرب منهم فأفلح أبداً في طريق الخصوص "
( إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص 97 - ط : مصطفى البابي الحلبي القاهرة - الطبعة الثالثة 1402 هـ)
ولقد صدق ابن عجيبة في قوله : والله ما رأيت أحداً قط من الفقراء قرب منهم فأفلح أبداً في طريق الخصوص...
لأن من عرف الطريق الخاص الصوفي سيعرف بأنه لا يؤدي إلا للشرك والضلال ..!!
وبعد أن عرفنا رأيهم بالعلماء والفقهاء من أهل السنة والحديث ، دعونا نرى وصفهم للوجد والفناء الصوفي في الرقص..!!
يقول الهجويري في صفة الواجد :
وعندي أن الوجد ألم للقلب ، أما من الفرح أو الترح أو الطرب أو التعب. والوجود إزالة غم القلب عن القلب ومصادقة لمراده ..
وصفة الواجد : أما حركة في غليان الشوق في حالة الحجاب ، وأما سكون في حال المشاهدة في حال الكشف :
" أما زفير وأما نفير ، أما أنين وأما حنين ، أما عيش وأما طيش ، أما كرب وأما طرب "
( كشف المحجوب للهجويري ترجمة عربية ص 661 _ ط : دار النهضة العربية ببيروت )
ويشرح عبد الله الأنصاري الهروي الوجد بقوله :
" الوجد لهب يتأجج من شهود عارض مقلق - ثم يذكر بأنه درجات - فيقول :
الدرجة الأولى : وجد عارض.
والدرجة الثانية : يستفيق له الروح بلمع نوارني أزلي أو سماع نداء أوّلـيّ أو جذب حقيقي ..
والدرجة الثالثة : وجد يخطف العبد من الكونين ، ويمحض معناه من درن الحظ ويسلبه من رِقّ الماء والطين.
( منازل السائرين للخواجه عبد الله الأنصاري الهروي ص 162 )
ولكن ما هو النداء الأول هذا الذي أشار إليه الهروي ..؟؟
هذا النداء يذكره الكثير من المتصوفة في كتبهم ، إذ يروي القشيري والسيد ماضي أبو العزائم وغيرهما عن الجنيد أنه سئل :
" ما بال الإنسان يكون هادئاً ، فإذا سمع السماع اضطرب ؟
فقال : إن الله تعالى لما خاطب الذر في الميثاق الأول بقوله : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ..
استفرغت عذوبة سماع الكلام الأرواح ، فلما سمعوا السماع حرّكهم ذلك "
( معارج المقربين لمحمد ماضي أبو العزائم ص 323 - ط : دار الثقافة العربية للطباعة - مصر ، وأيضاً الرسالة القشيرية واللفظ له ص 644 )
وقبل أن أُكمل أود أن أبين بأن الجنيد رحمه الله أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله في كتابه فقه التصوف ، وبأن الصوفية يكذبون عليه بأنه منهم وينسبون له ولغيره من صالحي أهل السنة مثل سهل بن عبد الله التستري الكثير من زندقتهم .. !!
( فقه التصوف ص 140 لشيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق الشيخ زهير الدين الكبي - ط : دار الفكر العربي بيروت )
ولهذا لو أتى ذكر الجنيد في كلامي - هنا أو في غيره - وأيضاً ذكر سهل بن عبد الله التستري وغيرهما فأنا أورد ما يقوله الصوفية ، لا ما يقوله صالحوا أهل السنة المكذوب عليهم ..!!
وختاماً لنقرأ ماذا يقول الغزالي عن الوجد من السماع :
" إنه عبارة عن حالة يثمرها السماع ، وذلك جزء من ستة وأربعون جزء من النبوة "
( إحياء علوم الدين للغزالي ج 2 ص 134 )
في الجزء القادم بإذن الله سترون صور الصوفية وهم في حالة الوجد من السماع ..!!
ألم يقل ابن عجيبة الحسني عن العلماء بأنهم يكذبون ويغشون .. ؟؟
لنرى من الذي يكذب ويغش ..!!
وتذكروا بأنه الجزء السادس والأربعون من النبوة عند الصوفية ..!!
ولا تنسوا بأن تحمدوا الله على نعمة الإيمان ..!!
ذكرنا بأن الشيخ المطيعي مفتي مصر - رحمه الله - قال بأن الفاطميين وضعوا ستة موالد وهي :
المولد النبوي ومولد علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، وللخليفة الفاطمي وقتها ..!!
ولكننا الآن لا نستطيع حصر أولياء الصوفية ليس في مصر لوحدها بل معظم الدول الإسلامية ..!!
تركوا عبادة الله وتوجهوا لعبادة القبور ..!!
وطبعاً لا ننسى الرافضة وقبور أئمتهم وملاليهم ..!!
بداية احتفالاتهم بالموالد :
لقد وضعت ترتيب الاحتفال بالموالد بطريقة معينة لكي نكون معاً في الصورة لنعرف كيف يحتفلون ..!!